مقالات سياسية
العلاقة بين الأحزاب السياسية، والمجتمع المدني، وثقافة المجتمع.

في أيامنا هذه نلاحظ تراجع الثقافة في حياتنا كأفراد، فإذا كان عمل ونشاط الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني يعتمد على الثقافة السياسية وغيرها، والثقافة في حالة تدهور، فهذا سيؤدي إلى حصول خلل في المنظومة المجتمعية، وبدوره يؤدي إلى مشاكل
في ممارسة الناس لحرياتهم، وعدم وجود استقرار في الحياة السياسية، وما يتبعها من تأثير على الاقتصاد والصناعة والتجارة، وحياة الناس بشكل عام.
لذلك لابد من التأسيس لثقافة نوعية وجادة خاصة لمجتمعاتنا النامية، وبعد ذلك بناء ثقافة الأحزاب ومؤسسات المجتمع المدنـي وليس العكس وهذا يتطلب دوراً محورياً وأساسياً للمثقفين، لتولي هذه المهمة.
إن بلادنا تحتاج إلى هامش من الحرية، يسمح للناس أن تمارس حياتها السياسية بعيداً عن الإنتماءات الطائفية المقيتة، وخاصة في البلدان التي تضم مكونات عرقية، ودينية مثل سوريا، حيث نلاحظ التجاذبات والتخوين بين مختلف الطوائف، فإذا كان هناك أحزاب سياسية لها برنامج تنموي واضح، وفي حال اصطفاف الناس ضمن هذه الأحزاب، سيؤدي ذلك إلى ذوبان النزاعات العرقية والطائفية، في بوتقة هذه الأحزاب، وهذا بدوره سيؤسس لحياة سياسية أكثر استقرارا على كافة الأصعدة.



