مقالات سياسية
الفوضى، التي تعقب الانتصار-طريقة التعاطي مع الأحداث في سوريا

إن ما نعيشه في هذه الفترة بعد انتصار #الثورةـالسورية بأشهر قليلة(يمكن اعتبارها شكل من أشكال الفوضى)، نتيجة الاختلاف في وجهات النظر بين مكونات المجتمع، وتفرد السلطة الحاكمة في القرارات، بسبب غياب الدستور، والسلطة التشريعية، والذي بدوره أدى إلى ارتفاع أصوات البعض لدى الأقليات، لتنادي بالحكم الذاتي والانفصال…..إلخ، نتيجة شعورها بالإقصاء والتهميش.
كل هذا يمكن اعتباره حالة طبيعية، لأن النظام السابق الساقط، قد ترك البلاد في وضع لا تحسد عليه، ولا يسر الصديق.
إن السلطة الحالية هي سلطة أمر واقع، أتت نتيجة انتصارها في معركة عسكرية، ولا يحق لأحد في هذه المرحلة أن يملي عليها، لأن أبطالها هم من كانوا في الخطوط الأمامية في معركة التحرير.
نعم هناك أخطاء تحدث بشكل يومي، يمكن تلافيها، وقد لمسنا مرونة لدى السلطة الحالية في التعامل مع هذه الأخطاء، والأخذ بالنصائح التي تصل إلى المسؤولين بشكل مباشر أو غير مباشر.
إن المطلوب مننا كسوريين في هذه المرحلة هو الصبر، وتقديم النصح، والعمل على تقريب وجهات النظر، بين مختلف مكونات المجتمع، وتقديم مصلحة الوطن على المصالح الشخصية، حتى يتم وضع دستور مؤقت، أو إعلان دستوري، للمرحلة القادمة.
نعم هناك تهميش للكثير من الكفاءات، وهناك أخطاء في انتقاء بعض الشخصيات وتوظيفها في مراكز معينة، وهناك سوء في الإدارة، من قبل البعض، كل هذا يمكن اعتباره عادي لفترة مؤقتة ،حتى تستقر حال البلاد.
وفي الأخير، لنكن واقعيين، فتأزم الوضع في الداخل، لا يخدم سوى الأطراف الأشدّ عداوة لسوريا وشعبها، و اللذان يسعيان لتقسيمها وهما إسر١ئيل وإير١ن.
عاشت سوريا حرة.



